أفعال الانسان الارادية لابد لها من محرك يدعو الى تحقيقها ، و قد يكون ذلك نابعا من فطرته كطعامه و شرابه و حبه للحياة ، و قد يكون هدفا يسعي الى تحقيقه ، و عبادة الله تعالى هي غاية خلق الانسان ، فلا عبادة لمن لا يؤمن بربه و لا تحقق الا أن تكون وفق المنهج الرباني السليم ، و لا قبول لها الا أن تكون خالصة لله سبحانه و تعالى .
الاخلاص في الدين الاسلامي
الاخلاص هو تفريغ القلب لله سبحانه و تعالى و صرف الانشغال عما سواه ، و الاخلاص من أشق الأمور على النفوس ، لا يعاني منها عوام الناس فحسب ، بل كثير من العلماء و الصالحين يلاقون هذه المعاناة و لئن الايمان اقرارا باللسان و اعتقادا بالجنان و عملا بالأركان ، يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية ، فأن الاخلاص من أعظم الأصول المهمة الواجب تحقيقها في كل العبادات ، و الابتعاد عن السمعة و الرياء و العجب و الشرك و غير ذلك .
و الاخلاص من أهم أعمال القلوب و العمل بالجوارح و كفي أن يكون عمل القلب هو الذي يفرق بين الايمان و الكفر فالساجد لله تعالى و الساجد للصنم كل منهما قائم بالعمل نفسه و لكن شتان بين من يعظم الله تعالى و من يعظم غير الله ، فالأول مؤمن و الاخر كافر فعمل الجوارح بمثابة البدن و أما اخلاص القلب لله تعالى فهو بمثابة الروح .
أيات على الاخلاص لله تعالى
ورد الأمر بالاخلاص لله تعالى في ايات قرانية كثيرة و أحاديث نبوية شريفة ، منها قوله تعالى ( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه أحدا ) و الاية تبين شروط قبول العمل و هما أن يكون العمل صالحا وفق منهج الاسلام ، و الاخلاص في العمل .